فارس المعبد



فارس المعبد، الجزء الثاني من ثلاثية الروائي والصحفي السويدي يان غيو والتي صدر منها عن دار المنى حتى الآن (الطريق إلى القدس) وَ (فارس المعبد) والتي يسرد من خلالها حياة آرن ماغنوسون فارس المعبد او ما يسمى بحارس الهيكل والتي اضطرته الأقدار  أن يلبس ثوب الرهبانية تكفيراً عن إثم ارتكبه، فظل عشرين عاماً في تكفير هذا الذنب متقلداً مناصب عدة حتى أصبح حامي القدس، وفي ظل هذا السرد يتطرق يان غيو إلى تناقضات المسيحية متسائلاً عن أسئلة كثيرة في الثواب والعقاب، وكيف أن للجرائم العظيمة من قتل وارهاب ان يُتجاوز عنها او تكفر فقط بالصيام والتقشف أما الذنوب الأقل شأناً كجدال الرهبان او محاولة إعمال العقل والسؤال يكن عقابها في غاية القسوة!

يسرد أيضاً قصة هذا الفارس مع صلاح الدين من قبل الحروب الصليبية ومن بعدها ايضا، بعد أن أصبح هذا الفارس أسيراً عند صلاح الدين. تحدث عن الاختلاف بين ما حصل للقدس من بعد أن استولى عليها النصارى وعن حالها بعد أن فتحها القائد صلاح الدين فيقول عنها بعد أن فتحها المسلمين: "غمر الأرض الماء ولم تغمرها الدماء".
هذه الثلاثية أثارت الكثير من الجدل في أوروبا لما تضمنته من امتداح لعدل وقوة صلاح الدين ولما تضمنته أيضاً من بيان فضل الأطباء المسلمين وسعة علمهم وسماحتهم، وقامت بتعرية الخلل الفاضح والهمجية المقززة لمجتمعات الشمال الأوربي والذي يسمى الآن بالدول الإسكندنافية، والمجتمع الأوروبي ككل في تلك العصور وفي شتى مجالات الحياة.


تعليقات

الأكثر قراءة

تاريخ اليهود منذ بدايتهم حتى تشتتهم على أيدي الرومان*

توأم الروح

من حياة الأدباء | ٠١| أونوريه دي بلزاك