المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢١

في مديح الموت

صورة
    الموت هذا المخلوق الغامض، المخلوق الذي أشغل الفلاسفة والمفكرين منذ الأزل وقد يشغلنا في أحيان كثيرة، كم منا أخذه التفكير في الموت، عن ماهيته وكيف يكون، ماذا يشعر الانسان عند زيارته له، كم أشغل الموت والخلود مخيلة الفلاسفة، يقول سقراط: حين يأتي الموت لإنسان يحدث أن يموت الجزء الميت منه بينما الجزء الخالد يبتعد ويختفي، سليماً وسرمدياً يتجنبه الموت. ويقول: ليس للنفس شيء لتأخذه معها إلى هاديس إله مملكة الموت غير التربية والنشأة التي يقال إنها الأهم في منفعة الموتى أو تضررهم حالما تبدأ رحلتهم إلى هناك.  شغل الموت وألم الفقد الإنسان منذ آلاف السنين فها هو جلجامش في حزنه على موت أنكيدو يقول:  الشاب الجميل, الشابة الجميلة  ينتزعهم الموت من كهوفهم  لا أحد يمكنه أن يرى الموت  لا أحد يمكنه أن يرى وجه الموت  لا أحد يمكنه أن يسمع صوت الموت إن الموت قاس لا يرحم  متى بنينا بيتاً يقوم إلى الأبد؟ متى ختمنا عقداً يدوم إلى الأبد؟ وهل يقتسم الأخوة ميراثهم ليبقى إلى آخر الدهر؟  وهل تبقى البغضاء في الأرض إلى الأبد؟ وهل يرتفع النهر ويأتي بالفيضان على الدوام؟ والفراشة لا تكاد تخرج من شرنقتها فتبصر وجه الشم