المشاركات

عرض المشاركات من 2013

الطوارق

الطوارق.. أولائك الملثمون الزرق, اللذين لا أعرف عنهم سوى هذا اللثام, و ذاك الكساء الأزرق و أنهم قوم يسكنون الصحراء, فيما عدا ذلك لا أعرف عنهم شيء, إلى أن ساقت الأقدار بين يدي رواية نادي الصنوبر للأستاذة ربيعة جلطي, و هي روائية من الجزائر.   الجزائر إحدى الدول التي يسكن الطوارق صحراءها. لن أتحدث عن الرواية و تفاصيلها ولكن سأسوق بين يديكم ما عرفته في متن هذه الرواية عن الطوارق و لكم أن تستكشفوا دراماتيكية الرواية إذا ما قارنتم حال الطوارق بحالنا اليوم, وهذه الفكرة التي يمكن أن أختزل فيها مضمون الرواية. الشخصية المحورية في الرواية هي   (الحاجة عذرا) التي ساقت على لسانها ربيعة جلطي بأسلوبها العذب كل ما أمتعني عن الطوارق معرفته, إذ تقول : " نحن الطوارق مرآة لإسمنا الأصلي العريق (إيموهاغ) الإسم الذي ما زال يشبهنا و يدل علينا ((الأحرار)) .. نعم كلمة الأحرار تدل علينا". و من هنا من هذه الكلمة (الأحرار) ابدؤوا عقد المقارنات بين من هو حر و من هو ليس كذلك. "من قال إننا انقرضنا و انقرضت ثقافتنا فقد كذب.. لن ننقرض إلا إذا انقرض الرمل أو انقرضت الشموس المتتالية بسخاء كل

قواعد العشق

قواعد العشق الأربعون \ إليف شافاق عمل أدبي باذخ استحوذ على الكثير من اهتمامي, آسر بما فيه من قوة الحبكة و بما فيه من الخيال الجميل الذي ساعد في تلك الحبكة. أخذتني هذه الرواية إلى شيء من عالم الفلسفة الصوفية الواسع إما بالقواعد المشار إليها في متن النص أو بما تعكسه حوارات النص و ما تطويه حروفه من أفكار عميقة تستحق التأمل. و أوعز اهتمامي هذا بهذا النص العميق ربما إلى طبيعة و فكر المجتمع الذي نشأت به و أغلق علينا جميع الطرق في محاولة رؤية الوجه الجميل في أي شيء نختلف معه. فتعاملنا مع الورد أنه منبت شوك لا نلمسه حيث أنه يمكننا أن نستمتع بالورد عند الحذر من شوكه. و هذا ما دعاني لسرد تلك القواعد المشار إليها في النص تباعاً حتى يسهل التفكر بها و الاستمتاع بالمعاني التي تحتويها بغض النظر عن إيماني بهذه القواعد أو عدم إيماني بها, أجمعها ليتفكر بها من أراد و لنا أن نأخذ ما نريد و نرد ما نريد. 1 الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا الطريقة التي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف و الملامة فهذا يعني أن قدرا كبيراً من الخوف و الملامة يتدفق في نفوسنا. أما إذ

ذاتُهُ .. و القَدَر

ذات مساء .. اعتراه خوف اللقاء وثارت في داخله ذكرى أقداره القديمة. الموعد يقترب..يشعر بعقارب الساعة تنهش من قلبه و تتداخل بنبضه.. قدماه لا تقويان على حمله. يجوب غرفته من الركن إلى الركن ذهاباً و إياباً.. نبض قلبه يتسارع.. لا يعرف ما يخططه قدره، ولا يعلم مالذي يخبئه حظه العاثر. في لحظة سكون لا يسمع فيها سوى نبضه يصم أذنيه، و إذ بالهاتف يشدو،وإذ بصوت الإيمان يلامس شغاف قلبه و يخبره بدنو اللحظة، في خضم الصدمة و إذ بأنين الباب ينادي...قشعريرة تسري في بدنه، إرتباك، فوضى عارمة داخله .و إذ به أمام القدر المحتوم وجهاً لوجه. و كأن القدر يقول له: ثق بي يا صاحبي و لو لمرة ، و اعذرني على ما مضى، ها أنا أهديك الإيمان من جديد و أعيد لك حظك المسلوب. رحّب بقَدَرِهِ و إيمانه بذهول.. في ذاك المساء سلب لب عقله لون ذلك الخمر المعتق، أدخله في لذة السكر و نشوة الهيام. أحس بقلبه يبني نصاً يكرره (بتشاؤم) الذكرى وكأنه لا يثق بهذا الإيمان و لا هذا القدر. متهيأً للفراق في لحظة العناق، استشرف قلبه المستقبل و أنشد : كان لي من خمر شفتيها ..ذكرى.  ومن عبق الزهر في خديها ذكرى.. وفي ذاك المساء: من حضن