المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

ليلة لشبونة

صورة
أي السجنين أشد وطأة وأكثر تعذيباً للنفس، سجن الحروب أم سجن الذكريات التي تخلفها؟ للإجابة عن هذا السؤال سأتحدث قليلاً عن مؤلف ليلة لشبونة (إريش ماريا ريماك ١٨٩٨-١٩٧٠م) الروائي الألماني الذي اشتهر بمؤلفاته التي يتحدث من خلالها عن إرهاب الحروب ومآسيها وهذا ما جعله عدوًا للنازية التي أحرقت الكثير من أعماله وأجبرته على الفرار من وطأتها إلى أمريكا. في العام ١٩٤٣ أعدمت النازية أخته بسبب فراره هذا.  إريش ريمارك - Erich Remark في العام ١٩٦١ كانت رواية ليلة لشبونة. رواية تتحدث عن الحرب، عن مآسيها، عن الخوف والهروب، عن الذكريات، عن سجن الذكريات تحديدًا، السجن الذي لا هروب ولا مفر منه، لعل ذكرى إعدام أخت إريش ريمارك، أخته الصغرى الفريدا، والتي ارتبط اعدامها بهروبه إلى أمريكا كان سبباً لكتابة ليلة لشبونة ولعل هذا الحدث هو ما أعطى لهذه الرواية ثيمتها وقيمتها أيضاً. لعل هذه الذكرى هي الذكرى التي لم يستطع إريش الفرار منها، فعادة ما يكون سجن الذكريات أشد وطأة عند أولائك الذين عانوا نار المعتقلات، الحرب، الدمار والموت. وهذا ما ستكتشفه عند قراءة هذه الرواية.  Elfriede Scholz - ا

الخلود

صورة
رواية الخلود أو ما أسميتها بـ " رواية الأنا " هي رواية للروائي والفيلسوف الفرنسي الجنسية التشيكي الأصل، ميلان كونديرا . كل فلسفة تتعلق بالأنا والغوص في الذات، رغبات الذات أو ما تعكسه الذات في المحيط الذي يحويها لابد وأن تكون مربكة، عميقة تحث على التفكر، وهذا ما وجدته في رواية الخلود . وبقدر ماكان هناك من التشويق بقدر ما كان فيها من الثقل وهذا هو شأن الرواية الفلسفية فإنها تتناسب طرديا مع عمق فكر القاريء ومستواه الثقافي فكلما استوعب عمق وأبعاد الفكرة الفلسفية كلما غرق في العمل واستمتع به أكثر . لا يكتب ميلان كونديرا رواياته بالطريقة النمطية اللي نعرفها ولكن له أسلوبه الخاص فلا يؤمن بالأسلوب النمطي للرواية حيث أنها تكون مجرد تسلسل للأحداث ، فعندما تقرأ لكونديرا تشعر وكأنك تبحث عن الأحداث بحثاً في وسط الأفكار الفلسفية وكأنك تجمع أجزاء أحجية تقوم بتركيبها حتى تظهر لك الصورة النهائية . ولا أجد ما يفسر منهجه في كتابة الرواية أفضل مما ع