المشاركات

عرض المشاركات من 2012

حوار صباحي

 صباحكِ.. أنتِ تعجبت! و قالت: ألا أستحق صباحاً أجمل؟ أهناك في هذا الكون أجمل منكِ؟؟ أتريدينني همجياً أمام رُقي عينيك؟ أتريدين صباحاتي لك كباقي البشر؟؟ صباح الخير صباح الورد  صباح العشق  صباح.. صباح .. صباح ... سيدتي .. كل صباحات البشر .. بغيرك ستكون بلا معنى , باهتة , مقفرة .. فلا أرقى و لا أعذب و لا أزهى من .. صباحُكِ أنتِ فصباحي.. أنتِ و صباح الكون .. أنتِ

غريزة البقاء !!

تدور الأيام .. و يعود الشتاء و مازال شتاء غيابك يلازمني..  يسكنني و يكسوني.. برد شديد يغزو جوارحي! و أنا أعزل ..  غرِقَت على مرفأ شفتيك .. سفينتي فها هناك خسرت زادي..  خسرت متاعي.. فلا ينبض في جسدي سوى ذاكرتي تسيل من كل مساماتي تعذبني أتذكر ضحكاتنا.. أتذكر عناقنا.. أتذكر كل ترفنا.. وجلل مُصابنا.. أتذكر حياتي قبل الشتاء.. أتذكر ذاك الربيع بين ظلال عينيك.. وذاك الصيف على شواطيء شفتيك.. أتذكر خريفي..بتساقطي على قباب نهديك.. أتذكر غروري بك!  و عزتي بحضورك! فيزداد نبض الذكريات.. و يزداد عذابي.. و يقسو الشتاء.. و يدنو الإحتضار.. تعاودني الذكرى و التساؤلات... أترى من يسرّح شَعرك بعدي؟! أترى من يمسح دمعك غيري ؟! أترى من يقدس شفتيك مثلي ؟! أترى لمن سيكون بعدك شِعري؟! تبدّل كوني .. فأنّى لليلي ظُلمة، بدون شَعرك؟ فأنّى لنهاري نور، بدون وجهك؟  فأنّى لسمائي غيث، بدون دمعك؟ فأنّى لحياتي بريق بدونك؟؟ أما زلت أرجو الحياة بدونك؟؟؟! فلا مبرر للحياة بعدك .. سوى غريزة البقاء...

عشق اللغة

اللغة العربية و ما أدراك مااللغة العربية فهي العزة. لغة في منطقها لذة و الغوص في أسرارها متعة لا تضاهيها متعة. فمن وهبه الله من مفاتيح كنوزها و علمه   مكنونها فقد وهبه الله خيرًا وفضلًا و رفعة. فلا يعقل أن يختار الله سبحانه و تعالى لأعظم الرسالات لغة مصمتة , جامدة أو مملة, سبحانه و تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا. عجبي لمن لا يوقر هذه اللغة و يدَعي جمودها أو ينتقص من بيانها و إن العجب العُجاب لمن يصدّق هذه الدعاوى و يتأثر بها. فشهد شاهد من غير أهلها, تقول المستشرقة زيغرد هونكه : كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة, ومنطقها السليم وسحرها الفريد ؟؟ !! فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة   .... حتى الذين بقوا على دينهم انذفعوا يتكلمون اللغة العربية بشغف, فماتت اللغة القبطية, وتخلت اللغة الآرامية لغة المسيح عن مركزها لتحتل مكانها لغة محمد صلى الله عليه وسلم .. و بالرغم من جهلي بأسرارها و لكني ما زلت أجد لبيانها حلاوة, وعند معرفتي لأي من أسرارها أجدني كطفل, فرح بحلوى يستلذ بها, و يريها كل أقرانه يزهو بها عليهم. فها أنا هنا أتلذذ ببعض ما عر

هذيان

زمانٌ .. ليس كهذا الزمان الشمس و القمر فيه مجتمعان مكان ليس كأي مكان.. فيه من كل المعجزات..   هضابٌ و وديان.. عينان نضاختان و ألمح هاهناك .. لؤلؤاً و مرجان.. فأسير مشدوهاً .. أسير و أسير... فإذا بقباب .. يكسوها   الفل و الريحان إرتقيتها .. لأرى, فإذا باستواء افترش نظري   شُبّه علي ..أهو بستان ؟؟   أم استواءٌ من جِنان؟؟ حدقت النظر .. عيناي شاخصتان فكل ما هنالك نقي , نضرٌ .. نضر كأن لم يره إنسٌ قبلي .. ولا جان سبحانك ربي .. رُحماك يا رحمن تُخالط سمعي ترانيمٌ و ألحان .. يا إلهي .. ما كل هذا الهذيان يلفني دُوارٌ .. دُوارٌ .. دُوار حبيبي .. حبيبي .. اعتصرني الشهيق .. ارتعدت فرائصي ..   فبَرُق بصري..  ... حبيبي, حبيبي ... هس .. هس .. هس ها أنا هنا ..   وأنت هنا .. هنا.. بين أحضاني.. أنت هنا .. فهاهنا كل الأمان   أيقنت حينها .. ماهية ذاك المكان    في غير ذلك الزمان ..

لغويات ..

اللغة وسيلة التفاهم و الاحتكاك بين أفراد المجتمع , فاللغة لا تنطق بذاتها و إنما نحن من ننطق بها فنجد لبعض الجُمل قصة و لبعض الكلمات أصول, وصلت إلينا بعد أن سارت على شعوب و تداولتها ألسن عملت بها ما تعمله عوامل التعرية في الطبيعة   فوصلت لنا بشكل غير الذي كانت عليه. فأجد لذة , و تغمرني متعة حينما أتنقل بين صفحات الكتب مقتنصًا بين السطور أصل كلمة ما في حضارة ما أو مكتشفًا كلمة نتادولها بيننا صباح مساء, و أصلها في لغتنا الفصحى الأصيلة لايمت للمعنى المتداول بأي صلة.  فقررت أن أشارككم ما اقتنصت و شيء مما اكتشفت بسياق ابتدعدته و لم أجد أرقى من كلمة (الأم) بداية لهذا السياق فكلمة (ماما) كما تقول الأساطير هي أحد الأسماء الخمسين المقدسة التي خلعها أهل سومر على الأم العظيمة و الربة الأولى ننخرساج   فكانوا يبتهلون إليها بها. ثم انتقل الاسم الإلهي إلى البابليين, ليصل من بعدهم إلى كل لغات البشر, اسماً لكل أم. الأم   ليس كحنانها حنان, تنفق الغالي و النفيس من أجل أطفالها و تستخدم جميع الوسائل و الطرق لتأديبهم, و تحذيرهم من أمر خطير أو تحفيزهم لشيء عظيم, و مما تستخدمه هذه الأم الحنون في يومنا

سر المرأة مع اللغة !

عرف عالم النفس الشهير فرويد المرأة على أنها رجلاً ناقصاً، و من قبله أفلاطون رجل الفلسفة العظيم كان يأسف أنه ابن امرأة  فلماذا كل هذا الظلم و الاجحاف و الاحتقار؟؟ دائماً ما يجول بخاطري البحث عن سبب ذلك الإجحاف لمن هي أمي، و لمن هي (زوجي) و لمن هي أختي.. وها أنا أحصر كلمة (زوج) بين قوسين، لأن اللفظة (مذكر) لوصف من هي أنثى، فهذه هي لغتنا الفصيحة الأصيلة.. فهل تبرر اللغة للجاهل أن يقدم على سلب الأنثى ما يخصها، يسلبها حقوقها وفكرها؟ وهل تبرر تهميش آرائها؟ أم أنها  تبرر لجم لسانها و بتر أناملها و حصار قلمها؟ هل لنا أن نجردها من إنسانيتها فلا نقبل منها أي خطأ أو تقصير لا في أمر صغير ولا كبير، ولا نتوقع منها إلا كل مشين؟ اقرأ في هذه المدونة "الحب.. والزواج" انقر هنا   عذراً .. عذراً ..عذراً  إلى من أوحت له اللغة بهذا الغرور والظلم والإجحاف، ففي لغتنا العربية الأصيلة عجائب ليست بخفية على أولي الألباب، فهناك إسم مفرد لا يمكن جمعه وإسم جمع لا يمكن إفراده. المفردة التي لا تُجمع هي كلمة المرأة والجمع الذي لا يفرد هو كلمة نساء، إذن فهي كلها تفرُّد وعز وقوة وإباء. وم

التاريخ .. بين العلم و علو الهمة (1)

نظرت نظرة متأملة على ما يتداوله المثقفون و أساتذة الجامعات في حواراتهم العامة أو الخاصة عن أبناء هذا الجيل , فمنهم من يقول بأننا جيل منجذب للحضارة الغربية لحد الإنبهار مما أدى بالضرورة إلى  جيل محبط نفسياً منهزم داخليا فعُكس هذا الانهزام على المظهر من ناحية و السلوك الخارجي من ناحية أخرى, فأصبح جيلاً يغلب عليه الكسل و البلادة يفتقر لعلو الهمة و العزيمة المتّقدة. فأجد نفسي عند تمحيص هذا الكلام و التفكر فيه أنه كلام تنظيري لا يمت لواقع هؤلاء بصلة, كلام إنشائي يقضون به مجالسهم و يعكس لسامعه اهتمامهم بأبناء هذا الجيل , أو على أقل تقدير تحسرهم و حزنهم عليه فقط لا غير. فأنت أيها المثقف, أنت يا أستاذ الجامعة أيها القاطن في برجك العاجي ذاك, أليس من مسؤولياتك شحذ الهمم و غرس بذرة التفاؤل في قلوب هؤلاء الشباب ؟؟ فكيف نريد لهذا الجيل العزيمة و الإباء و التقدم العلمي, بدون ربطه و لو (ذهنياً) بعزيمة و همة الجيل الأول من العلماء, أخص بالذكر العلماء لأنه مسار حديثي الآن , فأنا شخصياً لا أذكر على حد علمي بأن هناك مقرر رسمي أو تحفيزي أو مجرد معلومة هامشية عن أي من علماء المسلمين الأوائل

التاريخ ..بين العلم وعلو الهمة (2)

في الجزء الأول من هذا المقال تحدثت عن دور المدرسة و الجامعة في وضع بذرة الإعتزاز بالنفس في قلوب أبناء هذا الجيل بمعرفة إنجازات و إسهامات العلماء الأوائل , و سأتخذ المجال الطبي كمثال لا على سبيل الحصر. فما سأورده هنا هو نقطة من بحر لأعلام هذا المجال على مر عصور مختلفة : -           أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء بن زهر (464-557) هـ قام بدراسة مفصلة عن مرض السرطان في المعدة و المريء و يعتبر أول الأطباء الذين ينشرون فكرة حقن المواد الغذائية عن الفتحة الشرجية و هو أول من وصف خراج الحيزوم و التهاب الناصور الناشف و الانسكابي. -           ابن سيناء : أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا (370 – 438 )هـ أول من كشف العضيلية الموجودة في الانسان المسماة (الانكلستوما) و كذلك المرض الناشيء عنها (الرهقان) -           أبو الحسن علي بن سهل بن ربن الطبري (المولود عام 164 هـ) أول من أعلن أن السل مرض ينتقل بالعدوى. ووصف الحمية للحفاظ على الصحة الجيدة، والوقاية من الأمراض ؛ إضافةً إلى مناقشة جميع الأمراض من الرأس إلى القدم وتعرض للعقاقير والسموم . -