المشاركات

عرض المشاركات من 2015

ومضات من حياة في الإدارة

صورة
تعج المكتبات بالكتب المتعلقة بالإدارة، فنونها وعلومها، ولكن الكثير من هذه الكتب تبقى في حيز التنظير لا نجد لمحتواها مجالاً للتطبيق في مجتمعنا المنهك بالبيروقراطية، لذلك كانت سيرة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله الإدارية المستخلصة من عمله الدؤوب في هذا المجتمع وهذه الدولة في طور تنميتها هي أكثر صدقاً وواقعية بعيدة عن التنظير والمثالية. لذلك ارتأيت أن أحاول جمع بعض هذه النصائح، الاقتباسات أو التفصيلات الصغيرة المقدمة على طبق من ذهب لكل شخص، طالباً على مقاعد الدراسة أم مسؤولا في أعلى المناصب، و كلي يقين بأن النقاط التالية هي جزء بسيط جداً مما قد يستقيه أي شخص يقرأ هذه السيرة المليئة بالمواقف حلوها ومرها. إليكم هذه النقاط المقتبسة التي أرجو أن تؤدي الهدف التي كُتبت من أجله.        السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وإن الحزم بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة.        إن اكتشاف المرء مجاله الحقيقي الذي تؤهله مواهبه الحقيقية لدخوله يوفر عليه الكثير من خيبة الأمل فيما بعد.        إن الإصلاح الإداري الفعال يستطيع أن يقضي على التسيب و التعقيد و الكثير من الفساد، و لكنه في غياب ال

رواية خرفان المولى (نظرة تحليلية للبنية النفسية للنص)

صورة
تصور رواية "خرفان المولى"  معاناة الجزائر خلال العشرية السوداء في تسعينيات القرن المنصرم إبان بداية الحرب بين الحكومة وجماعة الجبهة الإسلامية للإنقاذ والموالين لها. تدور أحداث الرواية في تلكم القرية الوادعة (غشيمات) بكل ما تزخر به من بؤس وفقر، (هادئة، كسولة ولا تراودها فكرة التحول إلى قرية كبيرة). صور ياسمينة خضرا بؤسها من خلال بيوتها، أكواخ بواجهات خربة داخلها جدران قبيحة لا تجد إلا ستائر ناحلة اللون تواري قبحها، حتى طال ذلك البؤس طبيعتها فكانت أشجارها (ذابلة على هيئة متسولين تتمايل تحت المزاج المتقلب للريح). لعل هذا البؤس انعكس على سكانها فأصبحوا انهزاميين فمع كل هذا البؤس، لديهم سهولة الإبتسامة وصدق المعاملة، طموحهم التنافس على مكان في المقهى، يشكون في كل شيء لا يعذبهم. عجيب كيف لمثل هؤلاء أن يظهر منهم قتلة لا تأخذهم رأفة لا بالمرأة ولا بالطفل أو الرضيع. تتبعت أحداث هذه الرواية معنياً بتتبع بناء الحالة النفسية والذهنية لأبرز الشخوص في النص حيث أن البناء الذهني والنفسي لشخوص الرواية تبعاً للمكان الذي أجاد المؤلف تصوير بؤسه وتبعاً للزمن المضطرب الذي تدور فيه الأحداث،

لقاء تاريخي

بعدما جار الإشتياق وطغى وأمعن،، تلاقينا كعصفورين يرتعدان، لا أعلم أمن وقع اللقاء أم برد الهواء... جمعتنا بلادٌ في كل شبر عليها،  لأسلافك الخالدين ذكرى ومعلم بلادٌ، جمالها كجمالك الشامخ الملهم.   سيدتي..عند اللقاء،   كان لي في عينيك حياة ومأمن سيدتي.. هل تعلمين أنه في عينيك قصة تاريخ مجيد؟  ففي محجر عينيك رأيت سرايا (طريف)  مستكشفاً بحراً شديد الأهوال عتيد  وفي مضيق الدمع ثورة كلها عز وإباء  عينان .. أهدابها سيوف جند (ابن زياد)  من وجهك المشمس تراءت لي حكمة  ومن صوتك عزف الإمزاد الألحان ..  فثارت الهواجس في داخلي والأحزان  أدركت أنه ليس لقاطني الصحراء إلا الترحال لكن على نهج اسلافك سيدتي ..  جسدت في ذاكرتي تاريخاً لن أنساه.. مثل أسلافك سيدتي .. أنت لغة أنت حكمة ضد الزوال... لمتابعة قناة حرم الجمال (يوتيوب)   انقر هنا   لمتابعة قناة حرم الجمال (تيليجرام)   انقر هنا   Tweet

تأملات.. في أيام الحِداد

صورة
ليلة يوم الجمعة، الثالث من شهر ربيع الآخر للعام السادس والثلاثين بعد الأربعمائة بعد الألف من الهجرة النبوية الموافق الثالث و العشرون من شهر يناير للعام الخامس عشر بعد الألفين من الميلاد أُعلن ببالغ الأسى خبر وفاة الوالد، القائد، القدوة و الرمز الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عليه رحمة الله، منذ تلك اللحظة وأنا أرقب متأملاً ردات الفعل الناتجة عن هذا المصاب الجلل الذي لم أتوقع إلا أن تكون الحزن والدعاء لروح الفقيد بالرحمة والغفران، وإذ بي أجد من يخوض عند إعلان خبر وفاته بتوافه الأمور وتناقل الإشاعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. (مات قبل يوم، لا، مات قبل يومين، لا.. لا.. مات قبل اسبوع)، ثم ماذا؟ ماذا تريدون؟   قد تم الإعلان الرسمي وانتهى الأمر الذي فيه تختصمون، بماذا ينفع أو في ماذا يضر ما تخوضون فيه؟ بأي عقل وأي منطق تتحدثون؟ ولكنها السذاجة وفقر الأدب وخواء العقول. رأينا من صيروا قنواتهم منابر لإستقبال التهاني والتبريكات، من خرجوا للشوارع ابتهاجاً، ومنهم من أنزلوا أئمتهم من المنابر لأنهم ترحموا على روح الفقيد، وسمعنا عمن امتنع عن صلاة الغائب على روح الفقيد و كأنه لم يسهر

طائر الثبغطر .. قراءة نقدية

صورة
طائر الثبغطر للأستاذ الدكتور عبدالله الفيفي عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية تناقش المعاني و الصور النمطية و تأثيرها على الصعيد الشخصي الفردي و بالتالي الإجتماعي و الثقافي في مجتمع ما. نعلم تمام العلم أن المعاني من صنع الإنسان نفسه يخلقها و يطلقها على فكرة معينة أو عادة إجتماعية معينة إستناداً على أسطورة شعبية أو مثل شعبي مرتبط بتلك الثقافة، و بدخول عاملي التواتر و المدة الزمنية الممتدة لأجيال يصبح هذا المعنى لصيق تلك الفكرة أو العادة فيصبح الإنسان مؤمناً بها و كأنها قرآن منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. اتخذ الدكتور عبدالله الفيفي منطقته فيفا الواقعة جنوب السعودية مدخلاً لطرح هذا المعنى و إحدى مسارح أحداث هذه الرواية، فكانت الفصول السبع الأُوَل من الرواية هي القاعدة التي بُنيت عليها هذه الفكرة، فاستعرض بلغته الساحرة الراقية هذه المنطقة من جميع النواحي، استعرض جغرافيتها و طبيعتها، عادات أهلها و تقاليدهم، استعرض صورة المسكن و المأكل و المشرب، استعرض الأمثال و الأساطير الشعبية و ذلك تأكيداً لأهمية و مكانة هذه الأساطير و الأمثال المتواترة على تكوين المخيال الثق