المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٣

كوميديا دانتي | ٠٢

صورة
نبدأ رحلتنا مع كوميديا دانتي والتي تبدأ كما ذكرت بالجحيم، وذكرت أن الجحيم تضم تسع حلقات وتصف هذه الحلقات التسع اثنتين وثلاثين أنشودة، والأنشودة الأولى تمثل مقدمة الكوميديا وتوضح البداية وكيف بدأ دانتي هذه الرحلة، فدانتي وجد نفسه في غابة مظلمة موحشة ورأى أمامه جبل، فحاول أن يرتقي هذا الجبل إلا أن هناك ثلاثة وحوش تمنعه من ذلك وهذا الوحوش رمز الخطايا، وهذه الوحوش هي الفهد ويمثل خطايا الجسد، الأسد يمثل الكبرياء، ثم الذئب يمثل الجشع هذه الثلاث هي أمهات الخطايا عند دانتي والتي تجعل الانسان ينزلق في باقي الخطايا ويصعب بها إيجاد الطريق    وهذه الصورة لغوستاف دوريه توضح البيت من القصيدة اللي يقول فيه دانتي"  "في منتصف طريق حياتنا وجدت نفسي في غابة مظلمة إذ ضللت سواء السبيل".   وعندما تملكه الرعب ظهر له من بعيد شبح فرجيليو الشاعر الروماني العظيم المولود في عام ٧٠ ق.م والذي كان له الأثر الكبير على دانتي لذلك اختاره ليصبح المرافق والدليل له في هذه الرحلة في الجحيم. وفكرة المرافقة في الرحلة هذه استمدها دانتي من عدة مصادر منها مسيحية وأيضاً كما نعرف منها مرافقة جبريل عليه السلام للرسو

كوميديا دانتي | ٠١

صورة
  ما هي الكوميديا الإلهية؟  لعل هذا السؤال راود الكثير، ما هو محتوى هذا العمل الأدبي الذي أثر في فن الأدب وبقية الفنون منذ قرون، فرُسمت من مشاهده اللوحات، وألّفت المقطوعات الموسيقيه ونُحتت التماثيل وما زال أكثر كتاب العالم شهرة متأثرين بهذا العمل؟ وللجواب على هذا السؤال سأكتب هذه المقالات تباعاً للتعريف بالعمل ولعرض الأعمال الفنية التي عرضت شيء من مشاهد هذه الملحمة.  الكوميديا الإلهية هي عمل شعري ملحمي ضخم للشاعر دانتي أليغييري يستعرض من خلالها رحلته المتخيلة والتي امتدت إلى سبعة أيام زار فيها الجحيم ورأى العذاب الذي يستحقه البشر على ذنوبهم في الدنيا ثم المطهر وهو كما يظهر من اسمه المكان الذي يتطهر فيه الناس من ذنوبهم ومن ثم الفردوس.     ولكن ماذا أراد دانتي من هذا العمل؟  أراد أن يقيم عالماً جديداً، أساسه العدالة والحرية والنظام، والوحدة، والحب، والأمل. أراد بها تغيير الإنسان وإصلاح المجتمع فدانتي كان ساخطاً على مجتمعه وكان يرى أن تغيير النفس البشرية وإصلاح هذا المجتمع الذي يعيش فيه وصل  إلى  مرحلة من الصعب إصلاحها بالعظات الدينية والفلسفة، رأى أن القوانين والأنظمة مجرد مظاهر لا تُصلح