المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٨

الصبية والسيجارة .. الحرية تحتاج إلى التخلص من الحرية!

صورة
بونوا ديتيرتر يقدم لنا من خلال روايته "الصبية والسيجارة" ديستوبيا ساخرة تعري القوانين والأنظمة التي صنعتها المجتمعات المتحضرة والتي من خلالها تدعي مراعاة الصالح العام وفي الحقيقة يختفي خلفها الكثير من التناقضات. فكانت محور هذه الرواية سيجارة، مجرد سيجارة ساهمت في حفظ حياة ديزيري جونسون وحولته من قاتل ينتظر حكم الإعدام إلى بطل قومي، وهذه السيجارة ذاتها حولت حياة الراوي، الموظف المرموق إلى جحيم. ديزيري جونسون طلب من هيئة تنفيذ حكم الإعدام أن يستمتع بسيجارة أخيرة قبل تنفيذ الحكم، فحسب القوانين والأنظمة وتحديداً الفصل السابع والأربعين من قانون العقوبات "بإمكان المحكوم عليه بالإعدام، أن يحقق قبل تنفيذ العقوبة رغبة أخيرة منسجمة مع الأعراف المتبعة ... من قبيل شرب كأس من الكحول أو تدخين سيجارة" وفي نفس الوقت كان مبنى السجن يُمنع فيه التدخين منعاً باتاً. تضاربت القوانين وتأجل حكم الإعدام إلى حال النظر في حل مناسب. اتضحت هنا هشاشة هذه الأنظمة "لأن الدفاع عن صحة شخص محكوم عليه بالموت قد تبعث على الحيرة".  توالت النقاشات والأحداث حتى تدخلت شركات التبغ لاقت

من طب العيون .. لامتاع العيون!

صورة
هل من الممكن أن تكون زيارة متحف فني هي نقطة تحول جذرية في حياة شخص ما؟ سؤال عبثي. قادني البحث عن جواب هذا السؤال إلى العام ١٩٤٧م، لأقرأ عن طالب طب شاب في الثانية والعشرين من عمره، مهتم بالمناظر الطبيعية والفن الكلاسيكي مثله مثل أي شاب يعيش في ذلك العصر ويفتقر إلى الثقافة الفنية اللازمة، وإنما يتبع شغف المجتمع المحيط به والأسماء المشهورة التي يتهافت إليها الجميع كرامبرنت أو آلبرخت دورر على سبيل المثال. وفي إحدى الأيام دعاه أحد أصدقائه في كلية الطب لحضور مزاد علني على مجموعة من الأعمال الفنية، فيقول: "ذهبت وشهدت مزاداً علنياً علي مئتي لوحة، ولم يعجبني منها سوى اثنتين". كانت هذه الزيارة هي الشرارة التي دفعته لزيارة متحف تاريخ الفن ( kunsthistoriesches museum  ) لأول مرة في حياته، فكانت زيارة مبهرة على حد قوله فمن خلالها أيقن أن هناك جمالاً غير جمال الطبيعة، هناك جمال متناغم  في هذا الكون يوازي جمال الطبيعة. عندها بدأ شغف هذا الشاب بجمع اللوحات الفنية، فكان معياره الأول وهو في ذلك السن هو اعجابه الخاص بالعمل، والسعر المناسب بكل تأكيد ثانياً.  اقرأ في هذه

المسيح يصلب من جديد !

صورة
نيكوس كازانتزاكيس كاتب ومفكر يوناني يعد من أشهر الكتاب العالميين ولد في جزيرة كريت في الثامن من ديسمبر ١٨٨٥م ودرس القانون في جامعة أثينا ثم انتقل منها لدراسة الفلسفة في باريس وتعود تجربته الفكرية، الفلسفية إلى اعتزاله الناس بعد عودته من باريس واعتكافه في دير للرهبان فوق جبل آتوس وذلك للتأمل والتفكر في أفكاره الموروثة وتقييمها ثم خرج بعد ذلك ليكتب ويبدع مجسداً المشهد الإيجابي للعزلة والانقطاع للتأمل. فكتب لنا عمله الشهير زوربا اليوناني ( انقر هنا )، وأعمال كثيرة أخرى أتناول منها روايته الشهيرة الأخرى "المسيح يصلب من جديد".  المسيح يصلب من جديد رواية فلسفية اجتماعية يشرح من خلالها الإنسان والمجتمع وتناقضاته، صراع الخير والشر، وبالرغم من هذا الموضوع الشائك إلا أن الرواية سلسة سهلة، تأخذ القاريء بتصاعد تدريجي على سلم الإثارة. رواية بطلها الحقيقي هو عيد القيامة وهو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها والذي يستذكر فيه النصارى صلب المسيح وقيامه من بين الأموات بعد ذلك، فمن خلال هذا الحدث ومن خلال شخوص الراوية الذين كان عليهم تمثيل هذا الحدث في اليوم العظيم تم بناء هذا النص ا