المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٨

سماهاني.. بركة ساكن* ... سماهاني** كثيراً

صورة
عبدالعزيز بركة ساكن يسرد شيئاً من التاريخ المتخيل لـ (أنغوجا وييمبا) أو ما تعرف اليوم بزنجبار "وأصل الاسم - زانج بارب - أطلقه عليها بحارة من الفرس"، "أخذت تشكلها الألسن والأمزجة والدهور واللغات حتى استقر بها الحال في صوت زنجبار" ، ويوضح بركة ساكن أن مصادر هذا السرد اعتمدت على "مذكرات سالمة بنت سعيد، التي عرفت في ألمانيا باسم إيميلي رويته، وهي ابنة أشهر السلاطين الحضرميين الذين حكموا زنجبار ولقد هربت من قصر والدها في عام ١٨٦٧م مع التاجر الألماني هلينريش روته" ، أما مصدره الآخر كما يوضح في مقدمة هذه الرواية هو "مذكرات مغامر عماني في أدغال أفريقيا والكتاب عن حياة حمد بن جمعة المرجبي المولود في ١٨٤٠" . ذكر هذه المصادر في استهلال الرواية ما هي إلا محاولة لإعطاء شيء من الواقعية لما سيواجهه القاريء على طول السرد، يعقبه تنصل من مسؤولية أي معلومة مغلوطة وذلك بالتأكيد على أن هذا السرد التاريخي لا يُعنى بالتاريخ فيقول "الرواية لا تعنى بالتاريخ إنما بالإنسان" . فمن هو هذا الإنسان الذي عنيت به هذه الرواية؟  نوعان من البشر لعبا دور ال

طائر الليل البذيء*

صورة
"  من أراد أن يغامر ويبحر في عوالم فنتازيا لا يخرج منها إلا بما تخرج به الشبكة من شعاع الشمس أو قبضة اليد من الريح فعليه بهذه الرواية . " بهذا الوصف قدّم المترجم بسام البزاز رواية طائر الليل البذيء للروائي التشيلي "خوسيه دونوسو"، وبسبب هذا الوصف ظلت هذه الرواية على أرفف مكتبتي لأشهر، حتى تملكتني روح المغامرة لانتشالها وقراءتها، وما هذه القراءة إلا لما قبضت عليه يدي من الريح العاصف الذي جاءت به أحرف هذه الرواية والتي جسدت مجتمعين مختلفين، كل واحد منهما في مكان وزمان مختلف عن الآخر، ولكنهما مترابطين.  مجتمع الراهبات الطاعنات في السن، وهذا ما يمثل المجتمع الديني بما يحمله من أساطير، وخرافات، مجتمع يعكس صورة الخيال الجمعي لهذا الشعب، شعب تشيلي ذلك الجزء من العالم والذي تنتشر فيه حكايا الخرافة، السحر، والشعوذة، وأساطير القداسة. مجتمع لا يُسيّره سوى القيل والقال فيقولون: "كلمة قديرة قادرة على كل شيء في أفواه العجائز" من دون أن يعرفن من يقول ولمن يقول ومتى يقول وكيف يقول، ولكنهم يقولون ذلك. "يقولون إن المرأة حين تضاجع رجلاً بعد طول انتظار

موت ايفان ايلتش* .. حتمية الحياة والموت.

صورة
سبع وثمانون صفحة كتب ليو تولستوي من خلالها عن موت ايفان ايليتش وبالرغم من قلة هذه الصفحات وتناولها لهذا الحدث بشكل بسيط ومباشر، إلا أنها ناقشت وبعمق فلسفي كبير قضية الحياة والموت، وتفاعل الناس مع هذه الحتمية.  ايفان ايلتش رجل يمثل الطبقة المتوسطة في القرن التاسع عشر طموح، تدرج في مناصبه سائراً في الطريق الصحيح لتحقيق أحلامه، "سارت حياته على النحو الذي اعتقد إنها ينبغي أن تسير عليه: بسهولة، وسعادة ولياقة" أصبح قاضي تحقيق وعندها بدأت شهوة المناصب تعتريه وقوة السلطة تطغى عليه وكانت لذة "قدرته على إدانة أو سجن من يشاء"، وقدرته "على تدمير كل من يشاء " هي أكثر ملذاته متعة.  إلا أن مرضاً عضال أصابه، وقطع عليه الطريق، حينها بدأت المرحلة المفصلية في رحلة الحياة هذه فتحول الطموح نحو الحياة وكأن الموت ليس له وجود، إلى خوف من الموت وكأن الحياة لم تكن. في هذه اللحظات تقلبت أحوال ايفان ايلتش وتأملاته في معنى الحياة والموت.  اقرأ في هذه المدونة " الحب موت صغير" انقر هنا   في بداية مرضه لم يستطع ايفان أن يتقبل فكرة الضعف أو الموت، هكذا هو