المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٩

عالم صوفي * .. رحلة تطور الفكر الإنساني (٢)

صورة
لوحة اعدام سقراط - جاك لوي ديڤيد - ١٧٨٧م "إن تاريخ الفكر هو دراما مسرحية من عدة فصول" من بعد الحديث عن الأساطير وأسباب نشوءها ثم ظهور من يُطلق عليهم فلاسفة الطبيعة وهم من يهتمون بالتحليل الفيزيائي للعالم، أبتدئ لكم اليوم المرحلة الجديدة من رحلة الفكر الإنساني والتي بدأت عندما استُبدلت دراسة الطبيعة بدراسة الإنسان وموقعه في المجتمع عندما بدأت تتشكل أول أشكال الديموقراطية والتي كان أحد أهم الشروط لإقامتها هو بناء شعب مستنير يستطيع المساهمة في هذا المشروع. وأهم عوامل الاستنارة هي اتقان فن الحوار، عندها ظهر من أساتذة الفلسفة من أطلقوا على أنفسهم لقب (السفسطائيين) وتعني الرجل المثقف الكفؤ. كان اهتمامهم مُنصَب على الإنسان وموقعه في المجتمع، كانوا يجولون حول العالم ويعاينون الفروقات بين المجتمعات وطرق الحكم، وبدأوا بالجدل حول ما حددته الطبيعة وما حدده المجتمع وأرسوا بذلك قواعد النقد الاجتماعي. وممن عرف من هؤلاء السفسطائيين هو بروتاغوراس (٤٨٧-٤٢٠ ق.م) والذي يقول "الإنسان هو مقياس كل شيء" بمعنى أن مفاهيم الخير والشر تُقدر بحسب حاجات الكائن البشري. وإنكارهم هذا ل

عالم صوفي * .. رحلة تطور الفكر الإنساني (١)

صورة
عالم صوفي رواية للروائي النرويجي جوستاين غاردر يختصر من خلالها تاريخ الفلسفة بطريقة سلسة ماتعة تستند إلى شيء من الفانتازيا حتى يلطف أجواء المعلومات الهائلة التي تحتويها الرواية. ويستند إلى طريقة سردية تعكس المنهجية المثلى للتعليم وذلك من خلال إثارة الفضول لأن التعلم لا يعتمد فقط على المعلم ولكن أيضاً على الطالب وعلى مدى الفضول المُستثار داخله من قبل معلمه، فالفضول "عاطفة مصدرها الروح، تثيرها الأحاسيس والتصورات حول مواضيع نعرفها بشكل يعوزه الكمال، وهذه الحاسة لا تستثار اعتباطاً، بل هناك حقيقة بعينها تكون موضع اهتمامنا، فنحن نهتم بفكرة أو بحقيقة ما إذا ما كان لها وقع في أنفسنا وجذبت اهتمامنا بما يكفي لإرباكها بديناميتها."** وبذلك تُخلق الأسئلة، ويبدأ طريق البحث والمعرفة. وجوستاين غاردر بحكم عمله كمعلم فهو يمتلك هذا المفتاح في خلق الاهتمام بالموضوع وخلق الفضول المحفز للمعرفة لذلك عندما امتهن الأدب كان هذا المسار جزءاً من مهنته الأدبية فطعّم كثيراً من نصوصه بالمعرفة العميقة الموجهة للناشئين فكانت أعماله الأدبية عميقة ماتعة جسّد من خلالها إيمانه بأن الأدب لا يقل عن غير