المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٣

كوميديا دانتي | ٠٥

صورة
  كانت المواجهة بين دانتي وفرجيليو والشياطين على مدخل مدينة ديس محتدمة وكان هناك رفض قاطع من الشياطين الحارسة للجحيم السفلى بنزول دانتي، ودخل في نفس دانتي الخوف والشك أيضاً بإكمال الرحلة وخلال تلك اللحظات توجه نظر دانتي للبرج العالي للمدينة ورأى ثلاث جنيات،    جذبت كل انتباهي، نحو البرج العالي ذي القمة المحمرة، حيث انتصبت في مكان منه فجأة ثلاث جنيات جهنميات مخضبات بالدم، لهن أعضاء النساء وشكلهن، وتمنطقن بهيدرات شديدة الخضرة، وكان لهن مكان الشعر أفاع صغار وأخرى ذوات قرون، أطبقت على وجوههن المرعبة. وذاك الذي عرف جيداً وصائف ملكة البكاء الأبدي، قال لي: انظر الجنيات القاسيات.   وملكة البكاء الأبدي هذه هي بروزربينا وسآتي على ذكرها لاحقاً . وهنا يصور غوستاف دوريه الجنيات ظاهره الحيات على رؤوسهن وأجسادهن: وحتى نتخيل الصورة بشكل أعمق نرى في هذه اللوحة لويليام أدولف هؤلاء الجنيات ونرى الأفاعي الصغيرة مع الشعر: أما الهيدارات التي تمنطقن بها الجنيات فهي حيات متعددة الرؤوس كما تذكر الميثولوجيا القديمة وحتى نتصورها نرى هذه اللوحة لغوستاف موري ونرى مواجهة هرقل لهذه الحيات:  ما زال الوضع شائك ومازال

كوميديا دانتي | ٠٤

صورة
    فاجأكم دانتي بوضع الفلاسفة والعلماء في الجحيم، أليس كذلك؟ فإذا كان هؤلاء من خدموا البشرية في الجحيم فما حال المذنبين؟    نبدأ  الأنشودة السادسة ، أنشودة الشرهين الذين يقعون في الحلقة الثالثة من الجحيم وهذه الحلقة يصور فيها العذاب دانتي ويقول: تصوروا معي المشهد، تصوروا هذا العذاب:    أنا في الحلقة الثالثة، حلقة المطر الأبدي، اللعين، البارد الثقيل، الذي لا يتجدد عنفه أبداً ولا يتغير نوعه. بَرَد كبير، ومي ا ه مسودة، وثلج يهطل خلال الهواء المظلم، فتبعث كريهَ الروائح الأرضُ التي تتلقى هذا كله.    ومن يحرس هذه الحلقة من الجحيم؟ يصور دانتي أن حارس هذه الحلقة هو تشيربيروس وهو كلب خرافي في الميثولوجيا القديمة.   وهذه صورة لغوستاف دوريه توضح هذا المخلوق.   ويكمل وصفه دانتي ويقول   وتشيربيروس الوحش الكاسر العجيب، يعوي ككلب ذي أفواه ثلاثة، على رؤوس القوم الذين غُمروا هنا.  إنه ذو عينين حمراوين، ولحية كثة سوداء، وبطن كبير، ويدين تسلحتا بالمخالب، وهو يمزق الأرواح، ويسلخها، ويشطرها أرباعاً.    ونلاحظ اختيار دانتي هنا لهذا المخلوق الخرافي فالأفواه الثلاثة، والبطن الكبير والمخالب كلها صفات تمثل الش

كوميديا دانتي | ٠٣

صورة
    الأنشودة الرابعة والتي تبدأ فيها أولى حلقات الجحيم  وهي التي أسماها دانتي  باللمبو، وهو المكان الذي يستقر فيه عظماء العالم القديم الذين ماتوا قبل ظهور المسيحية ومقر من ماتوا ولم ينالوا التعميد المسيحي بعد ميلاد عيسى عليه السلام، وعذابهم هو أن يعيشوا تحدوهم الرغبة في الخلاص دون أمل في الحصول عليه، وهنا يظهر تأثر دانتي بأفكار العصور الوسطى وتأثره الديني الذي يحرم الجنة على كل من لم يكن مسيحياً حتى لو عاش قبل ظهور المسيحية أصلاً. إذاً أساس النجاة عند دانتي هو اتباع الدين ومن ثم يُنظر إلى عملك فبدون الدين ليس للإنسان نجاة عند دانتي.  وفرجيليو صوره دانتي أنه من سكان هذا الجزء فيقول على لسانه في الانشودة الرابعة:    قال أستاذي الطيب: (إنك لا تسأل: أية أرواح هذه التي تراها؟ الآن أريدك أن تعرف، وقبل أن توغل في المسير، أنهم لم يأثموا، وإذا كانت لهم فضائل، فهي لا تكفي، لأنهم لم ينالوا التعميد، الذي هو باب للعقيدة التي تؤمن بها. وإذا كانوا قد عاشوا قبل المسيحية، فإنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي: وأنا نفسي واحد من بين هؤلاء. بمثل هذه العيوب أصبحنا من الهالكين، لا بخطيئة أخرى، وعذابنا الوحيد أن ن