التاريخ ..بين العلم وعلو الهمة (2)


في الجزء الأول من هذا المقال تحدثت عن دور المدرسة و الجامعة في وضع بذرة الإعتزاز بالنفس في قلوب أبناء هذا الجيل بمعرفة إنجازات و إسهامات العلماء الأوائل , و سأتخذ المجال الطبي كمثال لا على سبيل الحصر. فما سأورده هنا هو نقطة من بحر لأعلام هذا المجال على مر عصور مختلفة :
-          أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء بن زهر (464-557)هـ
قام بدراسة مفصلة عن مرض السرطان في المعدة و المريء و يعتبر أول الأطباء الذين ينشرون فكرة حقن المواد الغذائية عن الفتحة الشرجية و هو أول من وصف خراج الحيزوم و التهاب الناصور الناشف و الانسكابي.

-          ابن سيناء : أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا (370 – 438 )هـ
أول من كشف العضيلية الموجودة في الانسان المسماة (الانكلستوما) و كذلك المرض الناشيء عنها (الرهقان)

-          أبو الحسن علي بن سهل بن ربن الطبري (المولود عام 164 هـ)
أول من أعلن أن السل مرض ينتقل بالعدوى. ووصف الحمية للحفاظ على الصحة الجيدة، والوقاية من الأمراض ؛ إضافةً إلى مناقشة جميع الأمراض من الرأس إلى القدم وتعرض للعقاقير والسموم.

-          نجيب الدين أبو حامد محمد بن علي السمرقندي ( متوفى عام 619 هـ )
أول من اكتشف حقيقة مرض ورم الكلية الذي أُطلق عليه (برايت) زوراً و بهتاناً نسبة إلى ريتشارد برايت بعد اكتشافه في القرن الثامن عشر الميلادي.

-          فيلسوف العرب أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي (185 – 256 ) هـ  
أول من توصل لعلاج مرض الأعصاب بنغمات الموسيقى و هو من أواخر ما وصل اليه العلم الحديث الآن.

-          علي بن عيسى الكحال (المولود عام 430 هـ )  
أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى فهو أول من استخدم التخدير في عمليات العيون.

-          ابن القف أبو فرج بن يعقوب (630 – 685 هـ)
هو مكتشف عدد الأغشية القلبية ووظيفتها و اتجاه فتحاتها لمرور الدم.

-          أبو القاسم الزهراوي :( 639 – 1013 ) هـ
جراح  الاسلام, هو أول من أوصى أن يرفع الحوض و الأرجل قبل كل شيء في العمليات الجراحية , فاقتبس الغرب هذه الطريقة و استعملوها حتى بداية القرن الماضي و عرفت لاحقاً باسم الجراح الألماني فريدريك ترندلنبورغ .  
أما من النساء على سبيل المثال و ليس الحصر لمن يريد أن يهمش دور المرأة في زماننا و يحصره في بوتقة مصالحه و شهواته:

-          أم عطية الأنصارية
مشهورة كطبيبة في الجاهلية ,دخلت الاسلام و غزت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لتداوي الجرحى فكانت جراحة ماهرة .
-          الشفاء بنت عبدالله
اشتهرت بمعالجتها لمرض جلدي من نوع الأكزيما.
-          رفيدة الأسلمية
اشتهرت بالجراحة و اختارها رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلاج سعد بن معاذ عندما أصيب برمية في معركة الخندق. وتقديراً من النبي لجهودها في غزوة خيبر في مداواة الجرحى وخدمة المسلمين فقد أسهم لها بسهم رجل مقاتل.
-          الطبيبة زينب : طبيبة بني أود
نالت شهرة عظيمة بعلاج الرمد و أمراض العين بوجه عام
فهذه لمحة و نقطة في بحر كما أسلفت ,أتمنى أن لا يكن اختصاري الشديد جداً ميّع الهدف و الفكرة, و إلا هناك من الاكتشافات و الإبداعات ما يسطر كتباً و مجلدات.

يقول المستشرق رام لاندو "حقيقة الأمر أن علماء العرب و المسلمين تقدموا في العلوم الطبيعية مثل الطب و الصيدلة و الكيمياء , و ليس كما يدعي الغرب أن علماء العرب لهم السبق في الرياضيات و الفلك و الأدب و الفلسفة فقط"

فليكن لكل متخصص بمجال معين أن يعرف ما اكتشفه المسلمون و ما طوروه و وضعوا أساسياته في حدود مجاله, لنبني نفسية مؤمنة بقدراتها بماضيها و حاضرها قادرة على الابداع.

تعليقات

الأكثر قراءة

تاريخ اليهود منذ بدايتهم حتى تشتتهم على أيدي الرومان*

رواية خرفان المولى (نظرة تحليلية للبنية النفسية للنص)

باهَبَل مكة Multiverse - رجاء عالم