هوس التوليب
زهرة التوليب كانت في القرن السادس عشر هي الزهرة الأشهر، ورمزاً
للدولة العثمانية وذلك بسبب أن أصولها هي تركيا وإيران في ذلك الوقت، فقد كانت
تزرع في حدائق القصور لتزداد جمالاً ورفاهية وكان السلطان سليمان من عشاق هذه
الزهرة وقد أعطى السفير المعين من قبله السيد أوغير غيسلين (Ogier Ghiselin)
علي ما عرفت في
ذلك الوقت بهابسبورغ فأخذ هذه البصيلات إلى ڤيينا وأعطاها بدوره إلى صديقه تشارلز
دي لوكلوز والذي استطاع أن ينتج منها نوعاً مقاوماً للظروف المناخية وعند انتقاله
إلى مدينة لايدن بهولندا نقل إليها بصيلات التوليب تلك وبذلك يُؤَرخ ظهور التوليب
في غرب أوروبا بالعام ١٥٩٣م واليوم تقع في هذه المدينة أكبر حديقة توليب في العالم
وهي ما يعرف بحديقة كوكينهوف (انقر هنا).
وبدأ مزارعو التوليب بتحديد أسعارها اعتماداً على عوامل عديدة من أهمها فصيلة الزهرة ولونها.
وأزهار التوليب
تأتي بألوان عديدة ولكن الزهرة لا يكسوها إلا لون واحد وفي يوم من الأيام أصاب بعض
منها فيروس أدى إلى إصابة هذه الأزهار بخطوط تشبه شعلة النار، ودخول هذا اللون
المختلف على الزهرة أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير ولم يعرف سبب هذا التلون إلا
بعد قرون من الحادثة، لم يعرف أثرياء ذلك الزمن بأن مسبب أحد أشهر الفقاعات الاقتصادية
في التاريخ هو فيروس أصاب زهرة.
إصابة التوليب بهذا الفايروس أتى في المكان والوقت
المناسبين حيث أنه ظهر في القرن السابع عشر أو ما يسمى عصر الباروك، وكانت هولندا
في ذلك الوقت في عصرها الذهبي، العصر الذي بدأت تتفتح فيه الحياة فازدهر الفن (للتعرف
على الفن في العصر الذهبي الهولندي انقر هنا) ونشطت التجارة وبدأ الثراء يطغى وتظهر مظاهره، فكانت هولندا من أغنى
الدول الأوربية في ذلك الوقت فاجتمع فيها الأثرياء وكان شغلهم الشاغل وحديثهم
الدائم هو زهرة التوليب.
يقول المؤلف
والمؤرخ مايك داش أن زهرة التوليب تلك والتي ظهرت بعد إصابة التوليب بذلك المرض وصل
سعرها في العام ١٦٣٧م إلى ما قد يطعم ويكسي عائلة هولندية كاملة لعشرات السنين، أو
ما يمكنك أن تشتري به منزلا فاخراً بحدائقه وأثاثه في أفضل أحياء أمستردام في ذلك
الوقت.
بصيلات زهرة التوليب (البذور) |
أدت هذه الفقاعة
الاقتصادية الكبيرة التي تسببت بها زهرة التوليب في ذلك الوقت إلى انهيار كثير من
الأثرياء وإلى مشاكل إقتصادية كبيرة أدى إلى منع الإتجار والمضاربة في بصيلات
التوليب في ذلك الوقت في محاولة لاستدراك ما قد يستردك بعد ذلك الإنهيار الكبير. وقد
نتج في العام المنصرم فلم سينمائي بعنوان حمى التوليب ومن بطولة الحسناء آليشيا ڤيكاندر (انقر هنا) تدور
أحداثه في تلك الفترة والتي قد تظهر لكم بعض من ذلك الهوس والجنون.
انقضت الأعوام
وانتهت فقاعة (هوس التوليب) ومازال التوليب عند الكثير هو رمز الحب والحياة (انقرهنا).
عدستي - حديقة كوكينهوف - هولندا لمتابعة قناة حرم الجمال - يوتيوب (انقر هنا) لمتابعة قناة حرم الجمال - تيليجرام (انقر هنا) |
يا زهرةَ التوليب يا وجه الهوى
ردحذفو بـريـقَـه و نـسـيـمَـه و شـذاه
ما إن أراكِ أحس قلبي خافقاً
وأقول بين جوانحي .. الله
علاء سالم