غريزة البقاء !!

تدور الأيام .. و يعود الشتاء
و مازال شتاء غيابك يلازمني.. 
يسكنني و يكسوني..
برد شديد يغزو جوارحي!
و أنا أعزل .. 
غرِقَت على مرفأ شفتيك .. سفينتي
فها هناك خسرت زادي..
 خسرت متاعي..
فلا ينبض في جسدي سوى ذاكرتي
تسيل من كل مساماتي
تعذبني

أتذكر ضحكاتنا..
أتذكر عناقنا..
أتذكر كل ترفنا..
وجلل مُصابنا..
أتذكر حياتي قبل الشتاء..
أتذكر ذاك الربيع بين ظلال عينيك..
وذاك الصيف على شواطيء شفتيك..
أتذكر خريفي..بتساقطي على قباب نهديك..
أتذكر غروري بك! 
و عزتي بحضورك!
فيزداد نبض الذكريات..
و يزداد عذابي..
و يقسو الشتاء..
و يدنو الإحتضار..

تعاودني الذكرى و التساؤلات...
أترى من يسرّح شَعرك بعدي؟!
أترى من يمسح دمعك غيري ؟!
أترى من يقدس شفتيك مثلي ؟!
أترى لمن سيكون بعدك شِعري؟!

تبدّل كوني ..

فأنّى لليلي ظُلمة، بدون شَعرك؟
فأنّى لنهاري نور، بدون وجهك؟ 
فأنّى لسمائي غيث، بدون دمعك؟
فأنّى لحياتي بريق بدونك؟؟

أما زلت أرجو الحياة بدونك؟؟؟!
فلا مبرر للحياة بعدك .. سوى غريزة البقاء...

تعليقات

الأكثر قراءة

تاريخ اليهود منذ بدايتهم حتى تشتتهم على أيدي الرومان*

توأم الروح

من حياة الأدباء | ٠١| أونوريه دي بلزاك