غُمَّة
صباحٌ ليس كأي صباح!
صباحٌ أشعر فيه بسادية الحنين. يؤرقني فيه خوفي من هشاشة قلبي، والذي يبدو أنه يتداعى، وبدأت تلك العينين تهز أوتاده. تسيطر عليّ حيرة مفرطة، حيرةٌ وصراع بين قرارِ أن أرمِّم قلبي مقابل قرار هدم قلوبٍ أخرى، حيرة بين أنانيةِ ودونيةِ الإنسان، وتضحيات وسمو الملائكة.
تعذبني فكرة أن أفقدك، بل تأكُّدي من أنه يوماً ما حتماً سأفقدك، اليوم، غداً، بعد شهر أو أعوام سأفقدك...
اقرأ في هذه المدونة "سينٌ، لامٌ، ألفٌ، ميم" انقر هنا
تحدثني نفسي: "ضعيفٌ جداً أنت أيها الإنسان، تتشدق بكلمة الحرية التي لا تمتلك منها شيئاً، مخلوقٌ محكومٌ بقدرك الذي لا تملك حق تغييره أو الحياد عنه، تتخبط هنا وهناك وستعود لمسارك حتماً، وستكون لمن كُتب أن يكون لك، لا لمن مال قلبك عن مسار الأقدار نحوه. والغريب أنك ترى كل مخططات الأقدار ومؤامرات الحياة ولا تبالي! تسير نحو الهاوية مع سبق الإصرار، لا تتعظ، أو تمتنع من مواصلة السقوط. متمرد. أتستلذ بسادية السقوط نحوك؟ أم أن قانون الجاذبية نحو القاع أقوى منك؟"
اقرأ في هذه المدونة "سخرية الحياة" انقر هنا
أرى لحظة فقدك وكأنها أمامي الآن، ولكن تعجز مخيلتي عن تصور ذاتي حينها، من سأكون، وكيف؟ ما هي حالتي حينها؟ أعلم أن الحياة ستستمر، حتماً ستستمر، فالأقدار لم تنهي لعبتها بعد. ولكن لا أعلم أثر الجراح وكدمات السقوط كم سيبلغ عمقها داخل الروح؟ أو إلى أي مدى ستصل شظايا هذا القلب؟ من ستصيب ممن حولها؟ كم ستجرح أو كم ستقتل ممن كتبت لهم أقدارهم بأن يكونوا حينها حولي في موضع ولحظة سقوطي تلك.
في هذا الصباح، صورة حياتي مبهمة ولا أرى منها الآن سوى عينيك، وقلب يتداعى، وهاوية تنتظر...
لمتابعة قناة حرم الجمال (يوتيوب) انقر هنا
لمتابعة قناة حرم الجمال (تيليجرام) انقر هنا
تعليقات
إرسال تعليق