فريدا كالو .. أيقونة الحركة النسوية




فريدا كالو فنانة وناشطة سياسية تعد من أشهر الفنانات المكسيكيات في بداية القرن العشرين، والتي اشتهرت برسم البورتريه الشخصي لها.

ولدت فريدا كالو في اليوم السادس من شهر يوليو عام ١٩٠٧م في مدينة كويوكان بالمكسيك، أبوها هو المصور من أصول ألمانية والمعروف باسم جوليرمو وقد هاجر إلى المكسيك واستقر بها. كانت فريدا ضمن قلة من الفتيات اللاتي التحقن بالصفوف الدراسية وكانت ملفتة للأنظار بسبب تمسكها بالزي التقليدي والألوان الصاخبة والمجوهرات. كان لتعلمها واختلاطها بأصدقاء الدراسة الدور الكبير في انضمامها للجماعات الشبابية الناشطة سياسياً واجتماعياً إلى آخر حياتها.

لم تعد فريدا نفسها فنانة سريالية (للمزيد عن السريالية أنقر هنا) ولكنها في العام ١٩٣٨م صادقت مؤسس السريالية أندري بريتون وفي نفس هذا العام أقامت معرضاً لها في نيويورك باعت خلاله نصف لوحاتها الخمس والعشرين التي شاركت بها. في العام ١٩٣٩ انتقلت إلى باريس وتعرفت على أشهر الفنانين في تلك الفترة مثل الفنان مارسيل دوشامب والفنان بابلو بيكاسو. (ومضة على حياة بابلو بيكاسو انقر هنا)

من أشهر لوحاتها لوحة مستشفى هنري فورد وهي إحدى لوحاتها السريالية الأشهر تصور فيها نفسها على السرير عارية تطوف حولها أيقونات مرتبطة بها بما يشبه الشريان وهذه الأيقونات هي جنين، حلزون، زهرة، جزء الحوض من جسم الإنسان وهذه اللوحة لوحة شخصية جداً قيل أنها تعبر من خلالها حالتها عند تعرضها للإجهاض. 

Henry Ford Hospital 1932

ومن لوحاتها المعبرة أيضاً لوحة "ثنائية فريدا كالو" تصور خلالها نفسها بنسختين مكشوفتي القلب، تجلسان بجانب بعض، الأولى ترتدي البياض وقلبها مصاب ينزف على ملابسها، أما الأخرى ترتدي ألوان داكنة وقلبها سليم، وكأنها أرادت أن تعبر من خلال هذه اللوحة عن جزأين من شخصيتها الجزء المحبوب والجزء الغير محبوب منها. 

The two Fridas 1939 

مرت حياة فريدا كالو بالكثير من الصعاب والمعاناة على الصعيد الصحي، فقد أصابها شلل الأطفال وهي في السادسة من عمرها حتى شفيت منه ولكن مخلفاً وراءه العرج بسبب الضرر البالغ الذي سببه المرض في ساقها اليمنى، ولكن أبوها ساعدها في تجاوز هذا المأزق الصحي والنفسي بتشجيعها على ممارسة كرة القدم والسباحة وغيرها من الرياضات والتي كان من الغريب ممارسة الفتاة لها في ذلك الزمن. في العام ١٩٢٥م تعرضت لحادث سير تضررت منه ضررا بالغاً أقعدها في المستشفى لعدة أشهر وخلال فترة العلاج رسمت البورتريه الخاصة بها والتي استمرت في رسمها بعد ذلك. في العام ١٩٥٠م تدهورت حالتها الصحية وشخّص الأطباء اصابتها بالغرغرينا في القدم اليمنى أمضت بسببها تسعة أشهر في المستشفى وقامت بعمل العديد من العمليات الجراحية التي انتهت ببتر جزء من ساقها الأيمن عام ١٩٥٣م لمحاولة السيطرة على انتشار الغرغرينا، أعيدت إلى المستشفى في إبريل ١٩٥٤م مصابة بالإحباط وقيل أنها أعيدت بعد محاولة انتحار فاشلة ثم بعد شهرين أعيدت مرة أخرى مصابة بإلتهاب رئوي أدى إلى وفاتها في الثالث عشر من يوليو ١٩٥٤م.

وبالرغم من كل هذه الإعاقات التي ألمت بها إلا أنها كانت نشيطة فنياً وسياسياً، وأقامت أول متحف أحادي لها في المكسيك في العام ١٩٥٣م وبالرغم من أنها كانت طريحة الفراش وفي أشد أوقات مرضها سوءاً إلا أنها أصرت على افتتاح المعرض بنفسها قادمة بسيارة إسعاف وهي على فراش المرض قابلت الجمهور والنقاد بدون أن يعيقها أي شيء عن تحقيق أهدافها وواجبها إزاء الجمهور والمجتمع الفني. 

بعد وفاتها تحول المنزل الذي ولدت فيه وقضت حياتها به وهو ما يسمى بالمنزل الأزرق في مدينة كويوكان بالمكسيك إلى متحف يحمل اسمها وذلك في العام ١٩٥٨م.(أنقر هنا)



في العام ١٩٧٠ م قامت الحركة النسوية بإعادة إحياء الاهتمام بسيرة حياة فريدا كالو، وإحياء الاهتمام بأعمالها وجسدتها كأيقونة للحركة النسوية.

في العام ١٩٨٣م صدر كتاب فريدا كالو للكاتبة هايدين هيريرا.(أنقر هنا)



في العام ٢٠٠٢ مثلت الفنانة سلمى حايك فلم يجسد قصة حياتها تحت عنوان فريدا ومن اخراج جولي تايمور. (أنقر هنا) . 





لمتابعة قناة حرم الجمال يوتيوب ( أنقر هنا
لمتابعة قناة حرم الجمال تيليجرام ( انقر هنا)





تعليقات

إرسال تعليق

الأكثر قراءة

تاريخ اليهود منذ بدايتهم حتى تشتتهم على أيدي الرومان*

توأم الروح

تاريخ المكتبات (٣) الحضارات القديمة وأوراق البردي