المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٧

الحب .. موت صغير

صورة
-        ماذا نفعل بالشيطان الذي بداخلنا؟ -        ماكث فينا ما حيينا. لا جدوى من إخراجه. هو جزء منا. -        وكيف نتطهر من أثره؟ -        إن صُمت طهّرت جسدك، وإن زهدت طهّرت روحك. -        وكيف أطهر قلبي؟ -        بالحب. بهذا الحوار الرقيق المتسامي أبتدأ قراءتي لرواية محمد حسن علوان "موت صغير"، والصادرة عن دار الساقي، والتي تبرهن أن علوان يدور في فلك الحب في أعماله، فهو ثيمته التي تشي به دوماً، ولكنه هنا أخذ الحب من معناه الإنساني الضيق والمحصور بالمعنى الرومانسي إلى المعنى الوجودي الأوسع، إلى الحب الذي لايزول! فمن خلال سيرة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي والتي سردها بدون التقيد بخط الزمن وهذا ذكاء يخلصه من إحراج وجهد التحقق من الأحداث على خط الزمن ويمكنه من مزج الحدث الواقعي بالمتخيل. جاءت الرواية على لسان الشيخ الأكبر متحدثاً عن نفسه من قبل ولادته إلى بعد مماته، وحتى يقبل القاريء هذا المنطق السردي، اتكأ علوان على كرامات المتصوفة مستهلا السرد بقوله: (أعطاني الله برزخين: برزخ قبل ولادتي وآخر بعد مماتي. في الأول رأيت أمي وهي تلدني وفِي الثاني رأيت إبني وهو

مع ناجي .. ومعها

صورة
كتاب للدكتور غازي القصيبي يتحدث فيه عن شعر الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي، وإفراد الدكتور غازي القصيبي لشعر إبراهيم ناجي كتاباً، وتوجيه الخطاب فيه إلى زهرته المستحيلة كما نوه في إهداء الكتاب، والتي يُقال أنه يقصد بها ابنته، يدل على حب الدكتورغازي لشعر إبراهيم ناجي ويدل أيضاً على مكانة هذا الشاعر على ساحة الشعر العربي، وبالطبع لا يخفى سر فنون الشعر على شاعر مثله. ابتدأ الكتاب بجدلية تعريف الشعر وأنه المعروف الذي يصعب وصفه، حتى عرّفه بتعريفه المتواضع على حد وصفه، الشعر: " قفز لحظة من الحياة .. في نغم ". ثم يؤكد أن الشعر، حلاوته، لذته، الإستمتاع به والتجلي بمعانيه لا يستند إلا إلى معيار الشخص ذاته فيقول: (لا تقرأي، يا حلوتي سوى الشعر الذي تجدين نفسك فيه، وأرمي ماعداه). (دعي أعظم الشعراء لأعظم الأكاديميين، واتركي أمراء الشعر لملوك التنظير. وتمسكي بالشعر القريب من قلبك). وبهذا نستدل لماذا إبراهيم ناجي دون سواه. الكتاب وكأنه عبارة عن دراسة نقدية   لشعر إبراهيم ناجي، ولكن الدكتور غازي القصيبي أخرج هذا النص من القالب النقدي التقليدي وأبعده عن جفاف هذا النوع من الكتابات وث