المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2016

الساعة الخامسة والعشرون..وجه حيواني للإنسان

صورة
أحدق في الصفحة البيضاء وقلمي بين أصابعي مصاب بالجمود، فلبياض الصفحات رهبة، ولما أريد أن أكتب عنه تأثير روحي يشتتني، فلطالما اهتممت بالإنسان والإنسانية أحاول أن ألتمس أسباب ارتقائها ودواعي إنحطاطها فكان رواية "الساعة الخامسة والعشرون" للمؤلف الروماني قسطنطين جيورجيو أثرها لأنها عرّت الوجه الحيواني للروح الإنسانية (فقد رسمت خارطة تفصيلية للمأساة البشرية في ظل الأيديولوجيات الشمولية، والحروب العبثية، والكراهيات العرقية, والتحيزات الدينية) وكل ذلك في ظل دعوى الحضارة المقيتة وتحول الإنسان إلى عبد آلي في ظل التقنية حتى أصبح يحاكي الآلة في اتباع كل ما يطلق عليه نظام أو قانون بدون أي وعي إنساني ،أو ضمير حي، وماكان لهذه المحاكاة إلا أن تكون أداة لقتل الإنسانية، وماكان هذا التوق والشغف للوصول إلى الكمال إلا تجرد من أصل الإنسان. تجلت هاهنا ملامح احتقار الكائن البشري كفرد فكانت هذه الحقبة التي تعكس الرواية زمانها خلال الحرب العالمية الثانية هي  إحدى أكثر الأزمنة سوداوية في تاريخ البشرية. ابتدأت الرواية بتوثيق طبيعة المكان والمجتمع قبل هذا التحول واصفة قرية فانتانا برومانيا (تلك ا...

رُهاب النِّعَم

وهل يصاب المرء برُهاب النعم؟ و ماهية هذا النوع من الرهاب؟ احترت كثيراً هل هو رُهاب النعم أم أرق النعم؟ أصبحت النعم التي نرفل في ثيابها صباح مساء مؤرقة، فعندما تجد من حولك لا يقدر واهب النعم حق قدره يصيبك الفزع والهلع. قال  ﷺ (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا). هذا هو المقياس الحقيقي للنعم، مقياس يهديء الروح ويضع الأمور في نصابها فلا حسد ممن يرى نفسه أدنى من فلان ولا استكبار ممن يرى أنه أعلى من فلان. لحظة تأمل في هذه النعم التي لو امتلكناها وجب علينا الأرق لأننا يجب أن نتساءل هل شكرناه وحمدناه حق شكره؟ هل قدرناه حق قدره؟ فهذه الدنيا حيزت لنا، فمن حازها ومتعنا بها؟  هل تفكرنا ماذا لو رفع الله عنا حفظه وأمنه طرفة عين؟ ألا نعتبر مما يحصل حولنا؟ هل حافظنا على أمننا بقوتنا أو ذكاء عقولنا؟ فنجد من يهزأ بتلك البلد لحروب نالت من أمنها او اقتتال أرّق مضاجع أهلها وكأنه بمنأى عن هذا الفزع ولسان حاله سآوي إلى جبل يعصمني! فلا عاصم ولا حافظ إلا الله. هل تفكرنا في صحتنا في كل خلية ومفصل وعضو يعم...