الساعة الخامسة والعشرون..وجه حيواني للإنسان

أحدق في الصفحة البيضاء وقلمي بين أصابعي مصاب بالجمود، فلبياض الصفحات رهبة، ولما أريد أن أكتب عنه تأثير روحي يشتتني، فلطالما اهتممت بالإنسان والإنسانية أحاول أن ألتمس أسباب ارتقائها ودواعي إنحطاطها فكان رواية "الساعة الخامسة والعشرون" للمؤلف الروماني قسطنطين جيورجيو أثرها لأنها عرّت الوجه الحيواني للروح الإنسانية (فقد رسمت خارطة تفصيلية للمأساة البشرية في ظل الأيديولوجيات الشمولية، والحروب العبثية، والكراهيات العرقية, والتحيزات الدينية) وكل ذلك في ظل دعوى الحضارة المقيتة وتحول الإنسان إلى عبد آلي في ظل التقنية حتى أصبح يحاكي الآلة في اتباع كل ما يطلق عليه نظام أو قانون بدون أي وعي إنساني ،أو ضمير حي، وماكان لهذه المحاكاة إلا أن تكون أداة لقتل الإنسانية، وماكان هذا التوق والشغف للوصول إلى الكمال إلا تجرد من أصل الإنسان. تجلت هاهنا ملامح احتقار الكائن البشري كفرد فكانت هذه الحقبة التي تعكس الرواية زمانها خلال الحرب العالمية الثانية هي إحدى أكثر الأزمنة سوداوية في تاريخ البشرية. ابتدأت الرواية بتوثيق طبيعة المكان والمجتمع قبل هذا التحول واصفة قرية فانتانا برومانيا (تلك ا...