خطوات على طريق القراءة

كثيراً ما أواجه سؤال، ماذا أقرأ؟ أو ماذا تقترح علي أن أقرأ؟! سؤال لم يجد عندي كل من سألنيه أي جواب شافي، لأن القراءة لا تعتمد على المادة المقروءة فقط، إنما على القاريء جزء كبير ودور هام في اتساق النغم الذي يجب أن يكون بين القاريء والمادة المقروءة. القراءة عملية إبداعية يستخرج القاريء من خلالها المعاني الكامنة خلف الحروف المتراصة أمامه، وتعتمد هذه المعاني المستخرجة من النصوص على التكوين النفسي، والخلفية الثقافية والإجتماعية للقاريء، وقدرة القاريء على فهم اللغة واستخداماتها، لأن الحروف مجرد قشور، والمعاني ثمار كامنة تحتها. وهذا ما يفسر اختلاف الآراء حول الكتب، فهذا يجد ذاك الكتاب ممتع وآخر يقرأه ويجد أنه بلا معنى وآخر يجد أنه كتاب مفرط في السوء. وهذا دليل على انعكاس طبيعة القاريء والعوامل السالف ذكرها على المادة المقروءة من خلال القاريء . لذلك أجد أن القراءة مسألة شخصية غارقة في الخصوصية يجب على القاريء أن يخوض غمارها بنفسه لبناء بنية فكرية تأخذه في المسار الذي يريد، في كسب المعرفة والنفاذ إلى عوالم أخرى واستكشاف العقول والحضارات المختلفة حتى يتخلص من عداوة ما يجهل و...