المشاركات

ابتسموا بالكتب .. حين يكون التخلي انتصاراً

صورة
  "الطائر الجالس على غصن شجرة لا يخشى انكسار الغصن لأنه لا يضع ثقته فيه، بل في جناحيه" ابتسموا بالكتب،  رواية لطيفة تدور أحداثها بين أربع شخصيات، الأب غريغوار الذي تخلى عن حلم حياته بسبب كلمة أنت فاشل عديم النفع، وابنته ألكسيا التي فقدت سعادتها بسبب التعلق بالماضي نتيجة صدمة، إيدا التي أجلت الاستمتاع بحياتها بسبب فقد زوجها وانتظاره، وسولين التي ابتدأت رحلة حول فرنسا على دراجتها بحثاً عن جواب لأسئلتها المؤرقة.   اقرأ في هذه المدونة "سيدة الفساتين" انقر هنا أحداث الرواية تبدأ بحادث سير تتعرض له والدة ألكسيا، تموت فيه هي وزوجها وابنيها وكانت الناجية الوحيدة هي ألكسيا لأنها المراهقة المتمردة التي رفضت الذهاب معهم، فتعود ألكسيا إلى أبيها الذي لم تعرفه، فتبدأ بالتعرف عليه من جديد، ومن هنا نبدأ في الغوص أكثر في صعوبات التربية وخصوصا مع المراهقين، صعوبة فهمهم والتواصل معهم، وهذا ما دفع غريغوار ليتساءل دائماً "كيف يمكن أن يتعلم المرء أن يكون أباً لمراهقة لم يعد لها أي ملاذ آمن؟" يستعين غريغوري بإيدا المرأة المسنة لخدمته ومراقبة أليكسا ومساعدتها، وتسوق الأقدار إليهم...

سيدة الفساتين - ماريا دوينياس

صورة
  "من آثار الحبّ المجنون والجارف أنَّه يُفقِد الإنسانَ حواسَّه الَّتي تُمكّنه من استيعاب ما يدور حوله، فتتلاشى تمامًا القدرةُ على الإحساسِ يما يجري وإدراكِ ما يقع. يُرغمك ذلك الحبُّ على أن تنقطع إلى شخصٍ واحدٍ فحسب، يعزلك عن باقي العالم، ويُدخلك داخل درعٍ، يُبقيك على هامش وقائعَ أخرى، وإن كانت تدور بالقرب منك" . هذا الاقتباس هو ما قد يعكس مضمون رواية سيدة الفساتين لماريا دوينياس والتي ترجمت إلى أكثر من ٢٥ لغة وبيع منها أكثر من عشرين مليون نسخة. والصادرة عن دار ميسكلياني بترجمة عبداللطيف البازي وشريفة الدحروش.  رواية تقوم على الحب، على حب الذات، والحبيب، والوطن، وهذا الحب إما أن يأخذنا إلى بر الأمان وإما إلى الهلاك. رواية سيدة الفساتين هي رواية "سيرا" الفتاة البسيطة والتي تعمل في ورشة خياطة مع والدتها في ثلاثينيات القرن العشرين، فتتغير أحداث حياتها بطريقة دراماتيكية لتأخذنا في رحلة إنسانية، تاريخية لإسبانيا في ذلك الزمن، وإلى المغرب التي كانت تحت الحماية الاسبانية آنذاك.  اقرأ في هذه المدونة "جورج أورويل ١٩٨٤" انقر هنا تتغير أحداث حياة سيرا بسبب الحب، فأول...

جورج أورويل ١٩٨٤

صورة
تخيل أنك تعيش في عالم لا يحق لك أن تفكر فيه بحرية ! مراقب في كل حركاتك وسكناتك!  حتى أحلامك مراقبة!  وكل كلمة تقولها تحتمل معنى آخر يودي بك للجحيم!  هذا هو العالم الذي يصوره جورج أورويل في روايته ١٩٨٤، العالم الذي يجسد الحكم الشمولي. كيف يؤثر هذا الحكم على الناس، ماهي الطرق التي يتخذها للسيطرة عليهم، وكيف يغيرهم؟  هناك روايات عديدة تتحدث عن الحكم الشمولي أو عن الديكتاتور، فحفلة التيس ليوسا تتحدث عن ديكتاتور جمهورية الدومينيكان رافائيل تروخييو، والساعة الخامسة والعشرون لقسطنطين جيورجيو تتحدث عن أهوال الحكم الشمولي في الحرب العالمية الثانية، ولكن رواية ١٩٨٤ صورت عقلية الحكم الشمولي وثقافته بصفة عامة، ١٩٨٤ رسالة تحذير للأجيال منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا، خارطة توضح كيف يبدأ طريق الحكم الشمولي وإلى ماذا قد ينتهي. اقرأ في هذه المدونة "الساعة الخامسة والعشرون.. وجه حيواني للانسان" انقر هنا   رواية ١٩٨٤ كُتبت في عام ١٩٤٩م وعندما تقرأها اليوم تجدها وكأنها كتبت في عصرنا هذا، رواية استشرفت المستقبل ووضعته بين أيدينا، المراقبة التي كانت عن طريق الشاشات المنتصبة في كل مكان،...

كيف يمكن للفن أن يغير حياتك؟

صورة
"المشاعر تقود إلى السلوكيات، فما أن ندرك ما نشعر به حتى نستطيع الاقدام على خيارات حول ما نريد أن نفعله، لكن لو أنكرنا تلك المشاعر فغالباً ما ينتهي بنا الأمر ونحن نتجه إلى الاتجاه الخطأ، نضيع مرة أخرى في بحر الفوضى." ماهي المشاعر؟ سؤال يظهر وكأنه سؤال الإجابة عليه بسيطة ولكن هذا السؤال كان متداولاً لقرون، وأورد عالم النفس روبرت بلوتشيك اثنين وعشرين تعريفاً مختلفا للمشاعر، لكن هنا سأورد لكم تعريف الدكتور راندولف ام نيس؛ والذي ذكره في كتاب أسباب وجيهة للمشاعر السيئة، فيقول: من المنظور التطوري المشاعر حالات خاصة تعدل الفسيولوجيا، والإدراك، والخبرة الذاتية، وتعبيرات الوجه، والسلوك بطرق تزيد من القدرة على الوفاء بالتحديات التكيفية للمواقف التي تكررت على مدار التاريخ التطوري للنوع. نرى من هذا التعريف أن تكيفنا مع الحياة نابع من مشاعرنا، وتأثيرها يصل لكل مافينا بل هي التي تساعدنا على الحياة. فنلاحظ تأثيرها على أجسامنا وعلى وظائفنا الحيوية بقوله تعدل الفسيولوجيا، فكأنه يقول لنا في هذا التعريف أن مشاعر الغضب، الحزن، الخوف، هذه المشاعر التي قد نصنفها أنها مشاعر سلبية ونحاول التخلص منها ...

من حياة الأدباء | ١٠ | هاروكي موراكامي

صورة
    "عندما لا أكتب أصبح لا شيء، بل أشعر أن وجودي الإنساني يتلاشى. إحدى وظائف الأدب أن يثير لدينا الأسئلة حول أنفسنا".   كتب ديستويفسكي أعظم روايتين له، الشياطين والإخوة كارامازوف في آخر سنوات عمره، وهو في سن الستين. دومينيكو سكارلاتي ألف أغلب موسيقاه وهو بين السابعة والخمسين والستين من عمره.  هذه الحقائق التي يذكرها موراكامي عن هذين المبدعين تعيدنا بالذاكرة إلى ايزابيل الليندي والتي لم تكتب روايتها الأولى إلا وهي في الأربعين، وهذا برهان آخر يؤكد أن الابداع ليس له عمر. ومن حياة هاروكي موراكامي نستطيع أن نرى برهاناً آخر.    هاروكي موراكامي هذا الروائي والمترجم الياباني الذائع الصيت، والذي تترجم رواياته لأكثر من خمسين لغة حية، ولد في كيوتو عام ١٩٤٩ لوالدين معلمين للأدب الياباني، وترعرع في كيوبي، ونشأ محباً للثقافة الغربية فقرأ الأدب الغربي واستمع للموسيقى الغربية، وهذا الابتعاد أو النفور من الثقافة اليابانية يشي بعلاقته مع والده المتخصص في الأدب الياباني. يقول "انغمست مبكراً في الثقافة الغربية: موسيقى الجاز ودوستويفسكي وكافكا ورايموند شاندلر، فهنا كان يتشكل عا...

من حياة الأدباء | ٠٩ | ايزابيل الليندي

صورة
  "أحتاج أن أروي قصة؛ إنه هاجس. كل قصة هي بذرو في داخلي، تنمو وتنمو، مثل ورم، ويجب أن أتعامل معها عاجلاً أو آجلاً. لماذا قصة بعينها؟ أنا لا أعرف ذلك حينما أبدأ. ولكني أعرف ذلك لاحقاً".    لاحظوا الفرق بين الكتاب في شرارة الكتابة، توني موريسون تقول إنها تبدأ عند تكوُّن فكرة تفرض عليها سؤالاً صعب الإجابة، وبصرامة تامة تعرف الشخصيات وكيف ستنتهي الرواية، أما ايزابيل الليندي هنا تحركها الرغبة في أن تروي قصة، وتدع تيار هذه القصة يأخذها حتى تتبلور. تقول "عندما أبدأ بكتابة كتاب، فأنا لا أملك أدنى فكرة إلى أين سيذهب. أنا فقط أعرف بأنني أريد – بشكل رقيق وخفي – أن أوقع تأثيراً في قلب القارئ وعقله".    هذه هي ايزابيل الليندي أكثر الكتاب المحبوبين في أمريكا اللاتينية، الروائية التي كتبت لنا بيت الأرواح، الرواية التي جعلتها في طليعة كتاب أمريكا اللاتينية، فهي روائية تشيلية، ولدت في البيرو وعاشت مدة طويلة في فنزويلا، وأقامت فترة في لبنان، والآن تعيش في أمريكا.  هذه التنقلات الكثيرة،  نتيجة حياة متقلبة فقد مرت حياتها بعديد من المراحل والمنعطفات، فوالدها تخلى عنها...

من حياة الأدباء | ٠٨ | توني موريسون

صورة
    "يتحتم على الكاتب دوماً أن يتوخى شديد الحذر ويولي أهمية قصوى لما يكمن بين الكلمات، ولكل ما لا يقال مما يحمله الايقاع ونمط وتشكيل العبارات. إن مالا تكتبه هو في العادة ما يمنح ما تكتبه تلك السطوة التي يحوزها إن كانت له ثمة سطوة ما" هكذا تنصح الكُتّاب أكثر الكاتبات صرامة مع قلمها وهي توني موريسون أول امرأة ذات أصول أفريقية تحصل على جائزة نوبل للأدب، وأول كاتبة من أصول أفريقية تتصدر صورتها مجلة نيوزويك. وهذا لم يحصل لأي كاتب أو كاتبة من أصول أفريقية قبل ذلك.  فكيف كان الطريق من ولاية أوهايو التي ولدت فيها عام ١٩٣١ لأسرة من الطبقة العاملة، ثم إلى هجرة عائلتها من جورجيا بسبب الفقر والظلم والفصل العنصري وضيق الحياة السائد في الجنوب الأمريكي تحت معاملة البيض، ثم إلى أرفع جائزة أدبية، جائزة نوبل للأدب.  طبيعة هذه الحياة القاسية شكلت مخيلة توني موريسون وكان لحكايا والدها الشعبية أثر كبير في مخيلتها السردية، فقد كان يقويها على الحياة بحكايا عن مجتمعهم الأم في أفريقيا، كان دائماً ما يطالبها بأن تكون قوية وأن تجابه الظلم وأن تواجه الحياة بالصمود، أما والدتها فكانت قوية، جابهت...